مع تصاعد صافرات السفن ، وارتفاع اشرعتها ، تعزف انغام الرحيل سمفونية عذبة تتراقص على ألحانها صدور الأحبة ، فترتفع تارة ، وتنخفض أخرى ، لتحكي ذكريات اللقاء الأول ، وترق العين شاحبة في وداع مرير ، ومع كل صافرة ينادي منادي " لقد حان موعد الرحيل " .. إنها الصورة الرمادية ، للحياة البشرية ، تلك الصورة التي يتجاهلها كل رسام ، وإن كان يبدع في رسم ابعادها ، إلى أن لوحة الألوان تخونه في كل مرة ..
ومع مغيب شمس كل يوم ، وانغماس قرصها الفضي في الجزء الآخر من هذا الكون ، غير أنها تذكرنا بفراق الأحبة ، فصدق من قال " فراق أحبتي كم هز وجدي * و حتى لقاهم سأظـل أبـكي