الغرف المغلقة وسواس الخيانة يهدد الحياة الأسرية

وسواس الخيانة يهدد الحياة الأسرية

تقدمة: د. هبة قطب
دكتواره فى الطب الجنسى والاستشارات الزوجية

سمعت أن القيام بالعادة السرية يؤثر علي القدرة علي الإنجاب في المستقبل‏,‏ وأنا شاب ومتعرض للفتيات باستمرار‏,‏ حيث إنني طالب في الجامعة وغير قادر علي الزواج في الوقت الحالي وفي نفس الوقت لا أقدر علي كبح جماح شهوتي إذ أنها تملك علي تفكيري وتمنعني من التفكير والتركيز في أي شئ آخر‏,‏ ولا أجد سلواي إلا في العادة السرية‏,‏ حيث إنني أخاف الله ولا أحب الوقوع في المحظور‏,‏ لكنني قلقت حن سمعت عن مسألة التأثير علي القدرة الإنجابية في المستقبل‏..‏ فما حقيقة هذا الأمر؟
أيها الشاب العزيز‏..‏
إن العادة السرية هي طريقة لتصريف الشهوة والرغبة الجنسية التي أحيانا ما تتملك علي الشاب شعوره كما أشرت‏,‏ لكن القيام بها بهذا الإصرار وهذه الاستمرارية هو عين الخطأ‏,‏ وأنا أزعم أنك تعاني فراغا جزئيا أو كليا وعلي ذلك هناك تلك الطاقة المكبوتة بداخلك التي لا تجد لها مخرجا إلا في تلك الانفعالات‏,‏ وهذه الأفكار التي تتملك عليك وجدانك وتفكيرك‏,‏ لذلك أود أن أبدأ إجابتي عن سؤالك بنصيحة مبدئية وهي ممارسة رياضة بدنية بشكل سريع وضروري‏,‏ وإن لم يكن لديك نادي رياضي تذهب إليه‏,‏ فليكن ذلك في صورة ذهاب إلي أندية اللياقة البدنية أو الجيم‏,‏ أو حتي بالانتظام في الجري أو علي الأقل في المشي ولو في الحي الذي تسكن فيه في أي طريق ممهد‏,‏ لمدة حوالي ساعة لثلاث مرات أسبوعيا علي الأقل‏,‏ وستلمس الفارق بنفسك من حيث تحسين الحالة المزاجية‏,‏ وتنشيط الدورة الدموية مما يحسن من الحالة الصحية لكل الأعضاء والأنسجة الجسمانية بما فيها الأعضاء الجنسية‏,‏ مما يزيل الشعور بالاحتقان في تلك الأعضاء والذي يتسبب في ذلك الشعور بالرغبة الجنسية الزائدة‏.‏
أما عن العادة السرية‏,‏ فنعود إليها فنقول إن الحديث من الوجهة الصحية البحتة يفيد بأن الإسراف في أي شئ هو ضار بالصحة‏,‏ لأنه يتعلق بنشاط للغدد والأنسجة‏,‏ بما فيها الأنسجة الانتصابية الموجودة في العضو الذكري‏,‏ والتي قد تصاب بالترهل أو نقصان الصلابة‏,‏ أما عن القدرة علي الإنجاب فهي خاضعة لنوع من الخلايا موجود في الخصيتين‏,‏ و يحدث فيها تخليق الحيوانات المنوية بشكل متدرج‏,‏ فتنتقل الخلية الأولية من طور إلي طور حتي تصل إلي الشكل الأخير النهائي المعروف للحيوان المنوي‏,‏ أي أن الخصية هي بمثابة مصنع لهذه الحيوانات المنوية‏,‏ وهذا المصنع يعمل‏24‏ ساعة يوميا‏,‏ وعلي مدي‏7‏ أيام أسبوعيا‏,‏ وحين يخرج هذا الحيوان المنوي إلي العالم الخارجي عبر المجري البولي التناسيلي‏,‏ يكون قادرا علي البقاء حيا لمدة حوالي‏48‏ ساعة إذا لم يقم بتخصيب إحدي البويضات‏,‏ وعلي ذلك فلا علاقة بين العادة السرية والقدرة علي الإنجاب إلا إذا كانت تحدث‏-‏ أي يقوم بها الرجل‏-‏ أثناء زواجه‏,‏ مما ينقص من عدد الحيوانات المنوية المتاحة للتخصيب‏,‏ هذا فضلا عن كونها محرمة بعد الزواج إذا كانت الزوجة موجودة ومتاحة للقيام بوظيفتها الجنسية كزوجة‏.‏
فيا أيها الصديق العزيز‏,‏ اشغل نفسك بنشاط رياضي‏,‏ ومن الأحسن أن تنشغل بنشاط آخر اجتماعي مثل الانضمام إلي إحدي الأسر أو النشاطات في كليتك‏,‏ واهتم أكثر بدراستك وبالقراءة التي تفيدك في دراستك وفي حياتك عموما‏,‏ ولا تلجأ إلي العادة السرية من باب استحضار الشهوة‏,‏ فهذا محرم ومكروه وضار بشكل عام‏,‏ فإذا جربت هذه البدائل‏,‏ ستجدها نافعة لك ومناسبة لظروفك بإذن الله‏.‏
‏*‏ أنا شاب عمري‏28‏ سنة‏,‏ مقبل علي الزواج للمرة الرابعة‏,‏ أي أنني تقدمت إلي خطبة ثلاث فتيات من قبل‏,‏ وكنت دائما أتوقف قبل خطوة عقد القران‏,‏ حيث إنني دائما ما كنت أخاف من حقيقة أخلاقيات الفتاة‏,‏ وكان دائما يساورني شك في سلوكها من قبل دخولي إلي حياتها‏,‏ والآن ومع اقتراب موعد قراني‏,‏ و بالرغم من أنني قد أطلت في فترة الخطوبة هذه المرة‏,‏ وبالفعل بدأ قلبي يميل إليها‏,‏ بدأت الوساوس تعود إلي من جديد‏,‏ وقد حاولت الإقدام علي سؤالها عما إذا كان لها ماض مع غيري من ناحية العلاقة الجسدية‏,‏ لكنني تراجعت في آخر لحظة ولم أجرؤ علي ذلك‏.‏
والآن أريد أن أسأل‏,‏ كيف لي أن أتأكد من عذرية خطيبتي قبل الزواج؟ وهل من سبيل آخر سوي العرض علي طبيبة متخصصة؟ أم هل علي أن أفسخ هذه الخطوبة ونحن مازلنا علي البر كما يقولون؟ أرجوكم أفيدوني إني في غاية الحيرة لدرجة أنني أكاد ألا أنام لا ليلا ولا نهارا‏.‏
أيها الأخ العزيز‏..‏
من المؤكد أن هناك في حياتك قصة هي التي رسبت في داخلك هذا الوسواس الذي يكاد يكون مرضيا‏,‏ بل قهريا‏,‏ ربما تكون هذه القصة قد حدثت لك شخصيا أو لأحد من حولك‏,‏ إذ أن هناك الكثير والكثير من الخطوات التي تسبق المرحلة التي أنت فيها الآن‏,‏ فهناك مرحلة ترشيح العروس‏,‏ ثم السؤال عنها‏,‏ ثم التأكد من المعلومات التي وصلت إليك ثم التقدم لخطبتها‏,‏ ثم مجالستها للتعرف إليها وإلي أسرتها‏,‏ ثم إتمام الخطبة‏,‏ ثم الشروع في خطوات الزواج‏,‏ ثم عقد القران‏,‏ ثم الزواج‏,‏ فأين كنت يا سيدي طوال الفترات السابقة؟ ثم هل من اللائق أن تتحمل كل عروس تتقدم أنت إليها للارتباط بها ما يدور في ذهنك من وساوس‏,‏ ثم إنك لم تشر في رسالتك إلي أية علامات ربما تكون قد دعتك لشكوكك هذه‏,‏ أي أن هذه الشكوك هي من نسج خيالك وحدك‏,‏ ليس لها أسس ولا قرائن ولا أدلة‏,‏ والناتج المنطقي لكل ذلك هي أنها باطلة‏,‏ باطلة‏,‏ باطلة‏,‏ ولقد استوقفني شئ في غاية الأهمية في رسالتك‏,‏ ألا وهو إقدامك علي سؤالها عما إذا كانت لها علاقة جسدية سابقة أم لا‏,‏ يا إلهي كيف لك أن تتصور أن هناك فتاة سوية علي وجه هذه الأرض يمكن أن تتقبل سؤالا كهذا من خطيبها؟ وحتي لنفرض جدلا أنها أجابتك بالسلب‏,‏ فمن ناحية أنك لن تصدقها استمرارا لنسيج الشك المرضي الموجود بداخلك‏,‏ ومن ناحية أخري أنها ستكون قد أهينت إهانة عميقة‏,‏ بل إهانة لا تداوي بأي شئ بعد ذلك‏,‏ وسيكون من الطبيعي جدا أن تتطور الأمور بينكما إلي انتهاء العلاقة بسبب شكك فيها وفي سلوكها مما لا تقبله أية فتاة حيية سوية خليقة‏,‏ أما عن سؤالك عن كيفية التأكد من عذرية فتاتك قبل الزواج‏,‏ فهو لا سبيل له إلا عن طريق الفحص الطبي كما أشرت‏,‏ لكن السؤال هنا‏,‏ من تلك الفتاة التي قد تقبل بذلك؟ لابد أن تكون فتاة ليست ذ ات خلق ولا عفاف وليست سليلة لأسرة محترمة محافظة‏,‏ وعلي ذلك فهي شروط تنتفي معها صفة الارتباط الصحيح أساسا‏.‏
يافتانا العزيز‏..‏ انفض عنك هذه الأفكار السيئة‏,‏ واستخر ربك وتوكل عليه‏,‏ وخذ بالأسباب حيال ارتباطك بزوجة مستقبلك وشريكة مشوار حياتك‏,‏ فإذا لم تستطع فعل ذلك وظلت الوساوس متسلطة عليك‏,‏ فلتذهب لاستشارة أحد الأطباء النفسيين‏,‏ لأن ذلك يكون علامة لإصابتك للمرض النفسي المسمي بالوسواس القهري‏,‏ والذي تستطيع التخلص منه والتصرف حياله بمساعدة أحد الأطباءالنفسيين‏,‏ وفقك الله لما فيه سواء السبيل

رائع يا عاشقه
بجد الف شكر على مجهودك المميز